يرتب الكتاب المقدس الكرونولوجي أحداث ومحتويات الكتاب المقدس بترتيب زمني متتالي. يمكن قراءته كتاريخ للأحداث كما حدثت.
"لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ." (رو 15: 4).
مَحْوُ الْأُمِّيَّةِ الْكِتَابِيَّةِ
البعض يُصاب بإرهاق ذهني في حال محاولتهم فهم التسلسل الزمني لأحداث الكتاب المقدس وخصوصاً أن الترتيب الحالي لأسفار للكتاب المقدس ليس مرتبطا بفكرة الترتيب الزمني أو الكرونولوجي
ولكن قبل كل شيء نشير إلي ان الترتيب الحالي للكتاب المقدس هو أنسب ترتيب من حيث تصنيف نوع المحتوي حيث تقسيم كل مجموعة أسفار حسب سياقها الأدبي أو التاريخي أو النبوي...الخ.
ولكن هذا لا يمنع قيام المشروع الذي نتحدث عنه الان وهو مشروع الكتاب المقدس الكرونولوجي بمعني (الكتاب المقدس المرتب زمنياً)
فالكتاب المقدس الكرونولوجي هو إحدى أهم وسائل محو الأمية الكتابية المنتشرة في هذه الأيام
فيوجد بعض الخدام وبعض المخدومين ممن يعانون من صعوبة واضحة في فهم مجريات وأحداث الكتاب المقدس ربما لصعوبة الربط بين الأحداث.
وإنه امراً هاماً جداً أن يكون شعب المؤمنين في هذه الأيام (خدام ومخدومين) علي دراية بالذي كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا (حسب تعبير القديس بولس)
"وَرِثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ، لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي." (مز 119: 111).
ولنأخذ من الرب يسوع مثلا للخادم الدارس، شديد الاطلاع، والمتعمق في محتويات الكتاب المقدس من أسفار العهد القديم وكيف كان يحاجج اليهود، وكيف كان يستعرض الامور مع تلميذي عمواس بعض القيامة لأَجْلِ تَعْلِيمِهم، وعلي نفس القياس نجد القديس بولس الرسول، والقديس بطرس الرسول......الخ أمثلة للخدام الأمناء الذين جعلوا من الكتاب المقدس مرجعية قانونية روحانية ذات فهم عميق، يريح النفوس المتعبة، ويُفحم العقول المعاندة.
قضية تأريخ أحداث الكتاب المقدس
تنويه هام: من غير المحتمل أن يقوم اثنان من علماء الكتاب المقدس بترتيب الكتاب المقدس بنفس الترتيب الزمني بالضبط. على سبيل المثال ، لا يوجد اتفاقاً كاملاً مشتركاً حول مدة القضاة ، وتاريخ الملوك ، ومكان وضع المزامير المختلفة ، أو التواريخ المحددة للسنوات الـ 483 لدانيال 9:25.
وبعد ظهور كثير من الأعمال حول تاريخ الكتاب المقدس والتسلسل الزمني ، والتحليل الدقيق لكل إطار زمني في الكتاب المقدس ، اتخذ البعض قرارات التنسيب - بعضها تقريبي بالضرورة - في أفضل تقدير لهؤلاء الباحثين المهتمين بالترتيب الكرونولوجي للكتاب المقدس .
ومع ذلك ، ورغم عدم الاتفاق الكامل حول الترتيب الزمني التأريخي لبعض الأحداث، وحتى مع وجود تباين لبضع سنوات في أنماط التأريخ المختلفة ، إلا أن الترتيب الزمني الأساسي للكتاب المقدس مقبول بشكل عام.
لذلك ولأول مرة علي صفحات الإنترنت العربي، سوف يمكنك قراءة الكتاب المقدس الكرونولوجي، والاطلاع عليه بصورة مختلفة، تمكنك من معايشة تجربة جميلة جديدة مثيرة في صداقة الكتاب المقدس.
فقد خصصنا قسماً خاصاً متكاملاً لعرض محتويات الكتاب المقدس آية آية، بترتيبها الزمني، ليعيش بذلك قارئ الكتاب المقدس وكأنه يقرأ قصة مرتبة فصولها ومتسلسلة زمنيا من جهة أحداثها، لنبدأ بالفعل محو الأمية الكتابية.
ونكرر مراراً وتكراراً هذا ليس تبديلاً لترتيب الكتاب المقدس الحالي، وهذا ليس رفضاً لتقسيم الكتاب المقدس الحالي، ولكنها فكرة نستخدمها كأداة دراسية فعّالة تساعد علي مزيد من الاستيعاب والفهم العميق لمحتويات الكتاب المقدس لجميع من يرغب.